--- ---- أحلــــــــــــــــــى موقع : أغسطس 2010

الأربعاء، أغسطس 18، 2010

هل يتكرر هذا الجيل ؟؟



هل يتكرر هذا الجيل ؟؟

أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن


الخطاب رضي الله عنه وكان في


المجلس وهما يقودان رجلاً من


البادية فأوقفوه أمامه

 

‏قال عمر: ما هذا

 

‏قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا


قتل أبانا

 

‏قال: أقتلت أباهم ؟

 

‏قال: نعم قتلته !

 

‏قال : كيف قتلتَه ؟


‏قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته


، فلم ينزجر، فأرسلت عليه ‏حجراً


، وقع على رأسه فمات...

 

‏قال عمر : القصاص ....


‏الإعدام


.. قرار لم يكتب ... وحكم سديد لا


يحتاج مناقشة ، لم يسأل عمر عن


أسرة هذا الرجل ، هل هو من قبيلة


شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟


‏ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لا


يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لا


‏يحابي ‏أحداً في دين الله ، ولا


يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله ،


ولو كان ‏ابنه ‏القاتل ، لاقتص


منه ..


‏قال الرجل : يا أمير


المؤمنين : أسألك بالذي قامت به


السماوات والأرض ‏أن تتركني ليلة


، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في


البادية ، فأُخبِرُهم ‏بأنك


‏سوف تقتلني ، ثم أعود إليك ،


والله ليس لهم عائل إلا الله ثم


أنا

 

قال عمر : من يكفلك


أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود


إليَّ؟

 

‏فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا


يعرفون اسمه ، ولا خيمته ، ولا


داره ‏ولا قبيلته ولا منزله ،


فكيف يكفلونه ، وهي كفالة ليست


على عشرة دنانير، ولا على ‏أرض ،


ولا على ناقة ، إنها كفالة على


الرقبة أن تُقطع بالسيف ..

 

‏ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع


الله ؟ ومن يشفع عنده ؟ومن ‏يمكن


أن يُفكر في وساطة لديه ؟ فسكت


الصحابة ، وعمر مُتأثر ، لأنه


‏وقع في حيرة ، هل يُقدم فيقتل


هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً


هناك أو يتركه فيذهب بلا كفالة ،


فيضيع دم المقتول ، وسكت الناس ،


ونكّس عمر


‏رأسه ، والتفت إلى الشابين :


أتعفوان عنه ؟


‏قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد


أن يُقتل يا أمير المؤمنين..

 

‏قال عمر : من يكفل هذا أيها


الناس ؟!!

 

‏فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته


وزهده ، وصدقه ،وقال:


‏يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله

 

‏قال عمر : هو قَتْل ، قال : ولو


كان قاتلا!

 

‏قال: أتعرفه ؟

 

‏قال: ما أعرفه ، قال : كيف تكفله


؟

 

‏قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين ،


فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إن


شاء‏الله

 

‏قال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه


لو تأخر بعد ثلاث أني


تاركك!


‏قال: الله المستعان يا أمير


المؤمنين ...

 

‏فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث


ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه، ويُودع


‏أطفاله وأهله ، وينظر في أمرهم


بعده ،ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه


قتل ....

 

‏وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر


الموعد ، يَعُدّ الأيام عداً ،


وفي العصر‏نادى ‏في المدينة :


الصلاة جامعة ، فجاء الشابان ،


واجتمع الناس ، وأتى أبو ‏ذر


‏وجلس أمام عمر ، قال عمر: أين


الرجل ؟ قال : ما أدري يا أمير


المؤمنين!

 

‏وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ،


وكأنها تمر سريعة على غير عادتها


، وسكت‏الصحابة واجمين ،


عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا


الله.


‏صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر


، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد


‏لكن هذه شريعة ، لكن هذا منهج ،


لكن هذه أحكام ربانية ، لا يلعب


بها ‏اللاعبون ‏ولا تدخل في


الأدراج لتُناقش صلاحيتها ، ولا


تنفذ في ظروف دون ظروف ‏وعلى أناس


دون أناس ، وفي مكان دون مكان...

 

‏وقبل الغروب بلحظات ، وإذا


بالرجل يأتي ، فكبّر عمر ،وكبّر


المسلمون‏معه

 

‏فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو


بقيت في باديتك ، ما شعرنا بك ‏وما


عرفنا مكانك !!

 

‏قال: يا أمير المؤمنين ، والله


ما عليَّ منك ولكن عليَّ من


الذي يعلم السرَّ وأخفى !! ها أنا


يا أمير المؤمنين ، تركت أطفالي


كفراخ‏ الطير لا ماء ولا شجر في


البادية ،وجئتُ لأُقتل..


وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء


بالعهد من الناس

 

فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا


ضمنته؟؟؟


فقال أبو ذر :


خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من


الناس


‏فوقف عمر وقال للشابين : ماذا


تريان؟


‏قالا وهما يبكيان : عفونا عنه


يا أمير المؤمنين لصدقه..


وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب


العفو من الناس !


‏قال عمر : الله أكبر ، ودموعه


تسيل على لحيته .....

 

‏جزاكما الله خيراً أيها الشابان


على عفوكما ،


وجزاك الله خيراً يا أبا ‏ذرّ


‏يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته


، وجزاك الله خيراً أيها الرجل


‏لصدقك ووفائك ...


‏وجزاك الله خيراً يا أمير


المؤمنين لعدلك و رحمتك....


‏قال أحد المحدثين :


والذي نفسي بيده ، لقد دُفِنت


سعادة الإيمان ‏والإسلام


في أكفان عمر!!!


الأحد، أغسطس 01، 2010

معنى الشهادتين ومقتضى الإيمان بهما



http://elmongi.maktoobblog.com/




معنى الشهادتين ومقتضى الإيمان بهما




-1 معنى الشهادتين:
أ- معنى شهادة أن لا إله إلا الله.
ب- معنى شهادة أن محمداً رسول الله.
ج- المراد من الشهادتين.
-2 مقتضى الإيمان بالشهادتين:
أ- التصديق بكل ما جاء من عند الله عزَّ وجلَّ.
ب-الكفر بالطاغوت والتبرؤ من كل عقيدة ومنهج من سوى الإسلام.
ج- طاعة الله عزَّ وجلَّ وطاعة رسوله واتباعه وتحكيمه في كل شؤون الحياة.
د- القيام بالفرائض والواجبات والانتهاء عن المحرمات.
هـ- التوبة والاستغفار والرجوع إلى الله تعالى.
و- مولاة المؤمنين والتبرؤ من الكافرين.
ز- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
حـ- دعوة الناس إلى دين الله وجهاد الصادِّين عن سبيل الله.


-1 معنى الشهادتين :


أ- معنى شهادة أن لا إله إلا الله: أقرُّ بلساني وأصدق بقلبي أن المعبود بحق هو الله سبحانه وتعالى وحده.


ب- معنى شهادة أن محمداً رسول الله: أقرُّ بلساني وأصدق بقلبي أن محمداً رسول الله مرسل من عند الله لإخراج الناس من الظلمات إلى النور أي من الجهل والكفر إلى العلم والإيمان.


ج- المراد من الشهادتين: نفي الألوهية عما سوى الله تعالى، وإثباتها لله تعالى، والإقرار برسالة محمد صلى الله عليه وسلم.
فينبغي للإنسان العاقل أن يكثر ذكرها مستحضراً لما احتوت عليه من عقائد الإيمان حتى تمتزج مع معناها بلحمه ودمه، فإنه يعلم بعد ذلك من فحواها وجوهرها ما لا يدخل تحت حصر.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له" رواه مالك في الموطأ.
وفي رواية أخرى: "أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" رواه الترمذي وقال حديث حسن.


-2 مقتضى الإيمان بالشهادتين:


أ- التصديق بكل ما جاء من عند الله سبحانه وتعالى: فالمؤمن يصدق بكل ما أخبر به الله سبحانه وتعالى في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم تصديقاً جازماً لا شك فيه ولا ريب.
والمؤمن يؤمن أن كل ما يخالف ما أخبر به الله سبحانه فهو باطل مهما زينه أصحابه وجملوه أو زيفوه. قال الله تعالى: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ حديثاً} [النساء: 87].
وقال تعالى: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ قِيلا} [النساء: 122].


ب- الكفر بالطاغوت(1) والتبرؤ من كل عقيدة ومنهج سوى الإسلام: والمؤمن يؤمن بأن الإسلام هو دين الحق وأن الأديان الأخرى باطلة فاسدة.
قال الله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ} [آل عمران: 18].
{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85].
فعلى المؤمن أن يتبرأ من كل دين وعقيدة ومنهج ومبادئ إلا من دين الإسلام عقيدة ومنهجاً ودستوراً.
قال الله تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى(2) لا انفِصَامَ لَهَا(3)} [البقرة: 256].


ج- طاعة الله عزَّ وجلَّ وطاعة رسوله واتباعه وتحكيمه في كل شؤون الحياة:
إن من آمن بالله ورسوله وتيقن أن وعد الله حق، وأن الله عزَّ وجلَّ قد رتب الأجر والثواب على طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، والامتثال لأوامره تعالى ولأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم، يُلزِمه الاستسلام الكامل لشريعة الله تعالى فالمؤمن يجتهد في كل عمل يعمله أن يكون موافقاً لكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
قال الله تعالى: {وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69].
_________________
(1) معبود بغير حقَّ كصنم أو وثن أو شيطان أو إنسان أو غير ذلك.
(2) بالعقيدة المحكمة الوثيقة.
(3) لا انقطاع لها.
وقال تعالى: {مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} [النساء: 80].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلُّ أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى" قيل: ومن يأبى؟ قال: "من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى" رواه البخاري.
والمؤمن يحتكم إلى ما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم في شؤون حياته كلها.
قال الله تعالى: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنْ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [القصص: 50].
وقال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالا بَعِيدًا * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (1)} [النساء:60-61]
وقال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ(2) بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [النساء: 65].

د- القيام بالفرائض والواجبات والانتهاء عن المحرمات: إن القلب إذا امتلأ إيماناً فإن ذلك يقتضي أن تنبعث الجوارح بالأعمال الصالحة، وبالاجتهاد في أداء الفرائض والواجبات والطاعات وفي الانتهاء عما حرمه الله تعالى والابتعاد عن كل مخالفة شرعية.
ومن لا يؤدي الفرائض ولا يتجنب الفواحش والمحرمات ويتظاهر بإيمانه، فلا شك أن الشيطان خدعه وزين له سوء عمله، فلو أن قلبه صلح بالإيمان لصلح جسده كله بأداء الفرائض وفعل الطاعات ولكن فسد قلبه ففسد عمله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب" متفق عليه.

هـ- التوبة والاستغفار والرجوع إلى الله تعالى: إذا وقع المؤمن في معصية بارتكاب حرام فإنه يسارع إلى التوبة وذلك بالندم على ما فرَّط في حقّ الله ولا يصرُّ على معصيته ويطلب المغفرة من الله تعالى. قال الله تعالى في وصف عباده من المؤمنين المتقين: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً(3) أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا(1) عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 135].
_______________________
(1) يعرضون عنك إعراضاً.
(2) أشكل وألتبس عليهم الأمور.
(3) معصية كبيرة متناهية في القبح كالقتل بغير حق أو الزنا وغير ذلك.


و- موالاة المؤمنين والتبرؤ من الكافرين:
معنى الولاء: هو حبُّ ومناصرة وتأييد المؤمن لأخيه المؤمن.
- المؤمن لا يعطي الولاء إلا على أساس الإيمان.
- والولاء لا يكون إلا لله ولرسوله ولجماعة المؤمنين.
قال الله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْغَالِبُونَ} [المائدة: 55-56]
- المؤمن يوالي من والى الله ويعادي من عادى الله لأنه لا يجمع بين محبة الله وأعدائه.
قال الله تعالى: {لا يَتَّخِذْ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ(2) مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ اللَّهِ فِي شَيْءٍ} [آل عمران: 28].
- ورابط الولاء بين المؤمنين هو الإيمان والدين، فلا عبرة برابط النسب، والأقارب، والعشائر والقبليات، والعصبيات، أو بعلاقة شخصية.
قال الله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 71].
- والمؤمن لا يوادُّ أحداً من الكافرين، ولو كان أباه أو ابنه أو أخاه أو عشيرته.
قال الله تعالى: {لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} [المجادلة: 22].
- والمؤمن له أسوة حسنة بإبراهيم عليه السلام في التبرؤ ومن الكافرين.
قال الله تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة: 4].
- وكل من يوالي أعداء الله يخرج من دائرة الإيمان قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة: 51].
__________________
(1) لم يستمروا على فعل المعاصي، بل أقلعوا عنها، وندموا على ما فات، وعزموا على عدم العودة إلى الذنوب.
(2) بطانة أعواناً وأنصاراً.
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنْ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ} [التوبة: 23].


ز- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
- إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من صفات المؤمنين قال الله تعالى:{ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ} [التوبة: 71].
وقد أُمِرْنا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال الله تعالى:
{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان". رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه والنسائي.
- ويشترط على القائم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
أولاً أن يكون عالماً بالحكم متأكداً منه فلا يأمر الناس بما هو ليس بفرضٍ على أنه فرض، أو ينهى عن أمر مختلف فيه بين العلماء.
ثانياً: أن يأمن من أن يؤدي إنكاره إلى منكر أكبر منه: كأن ينهى عن شرب الخمر فيؤدي نهيه عنه إلى قتل النفس.
- فالمؤمن لا يفرِّط في القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لأنه به يتواصى بالحق ومن تركه فإن مصيره الخسران.
قال الله تعالى: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 1 - 3].


حـ- دعوة الناس إلى دين الله وجهاد الصادِّين عن سبيل الله:
إن العبد إذا ذاق حلاوة الإيمان وتمكن حبُّ الله من قلبه، وحبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه يسعى جاهداً في أن يُجنِّبَ نفسه وأهله وإخوانه وعشيرته والناس أجمعين من ظلمات الكفر والإلحاد والشرك إلى نور الإيمان والهداية والقرآن.
- فالمؤمن يدعو إلى الله متحملاً أذى الناس، محتسباً الأجر والثواب عند الله سبحانه.
قال الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: 108].
وقال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 33].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لئن يهدي الله بك رجلاً خيرٌ لك من حمر النعم".
وقال صلى الله عليه وسلم: "من دعا إلى هدى كأن له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً". رواه مسلم.
وأما أولئك الذين يصدون عن سبيل الله ويقفون حائلاً بين الناس وبين الدخول في دين الله تعالى، ويحَاربون الإسلام والمسلمين، فالمطالب أن نجاهدهم حتى نمكن دين الله للوصول إلى كافة الناس.
قال الله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} [الأنفال: 39].